موقع الدروس الشاملة لكل المستويات الدراسية

أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 19 مايو 2010

ظاهرة التسول في المغرب. نموذج "الفقير الغني"

أمام هذه الحالة المثيرة للعديد من التساؤلات، قررت أن أرفع من مستوى مراقبتي لهذا "المسكين"، وقررت أن ألاحق هذا الشخص بعد انتهائه من أداء "عمله". وهذا ما قمت به فعلاً، فبعد أن انتهى "المسكين" من تحصيل الصدقات نهض متثاقلاً واستمر في المشي و"تخييط الدروبا"، وبين الفينة والأخرى يقوم بالتفافة سريعة عسى أن يكتشف أن أحداً يلاحقه، لكن معرفتي الجيدة بأزقة المدينة حالت دون أن يكتشف ذلك. واستمرت الملاحقة إلى أن دخل زقاقً مظلمً. أثارت هذه الخطوة استغرابي لكن بعد خمس دقائق رأيت شخصا أنيقا يمشي في ثبات و ثقة، لكن الوجه الذي ألفته منذ بدأت ذاكرتي بالاشتغال لم تستطع الملابس الأنيقة إخفاء ملامحه. استمررت في تعقبه إلى أن دخل الشارع الرئيسي، وهنا كانت الصدمة الكبرى، فقد دخل مرآب للسيارات وبعد بضع دقائق، إذا بي أراه يسوق سيارة فاخرة رباعية الدفع، ثمنها لا يقل عن 300.000درهم، لم أستطع لحاقه بعد ذلك، لكني سألت حارس السيارات الذي يعمل بهذا المرآب عن ذلك الشخص، فكانت الأجوبة صادمة ألغت جميع علامات الاستفهام التي ملأت باحة تفكيري وعوضتها بعلامات تعجب. اكتشفت أن هذا الشخص يدعي أنه رجل أعمال، سألت عن حالته العائلية، فأخبرني الحارس أنه متزوج وله ابنين أحدهما مهندس معماري والآخر دركي، وأضاف الحارس أن هذا الرجل له فيلا بحي راقي إضافة لعقارات عدٌة وأن له ثلاث سيارات...."وزيد وزيد". أمام هذه الأجوبة التي أصابتني بالذهول، قررت العودة لبيتي، صعدت مباشرة لغرفتي واستسلمت للنوم بعد يوم مليء بالأحداث.استيقظت ذات صباح، وإذا بي لا أسمع صوتاً ألفته أذناي، صوت له وقع كبير في سيمفونية الشارع التي أستيقظ على أنغامها كل صباح. فتحت نافذتي الصغيرة وإذا بي أجد مكان الشخص "الفقير الغني" فارغ، انتظرته طيلة أسابيع لكنه لم يأتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية